لبنان حوارات تلفزيونية ناصر قنديل: اليورانيوم المنضب.. رسالة “داعشية” لامريكا

نشرت صحيفة “البناء” اليوم في صفحتها الأولى معلومات تعدّ في مضمونها تحولا خطيرا في سياق القدرة العسكرية لتنظيم “داعش”، لاسيما بعد الجنون الداعشي المتمثل بسلسلة تفجيرات ضربت أماكن متفرقة من العراق وسوريا، والتي كان أضخمها واكثرها دمويا تفجير “الكرادة” النوعي والفريد من حيث الأضرار المادية الصغيرة قياسا على عدد الضحايا التي سقطت بالمئات.

وأوضحت الصحيفة نقلا عن مصادر عسكرية “أنّ التفسير الوحيد لهذا المستوى من القتل دون مستوى موازٍ من التدمير، هو استخدام اليورانيوم المنضب من قبل التنظيم”.

وفي حديث لموقع “ملحق”، حول هذه المعلومات، اكد النائب السابق ناصر قنديل ان المعلومات التي نُشرت في صحيفة “البناء” حول استخدام “داعش” لليورانيوم المنضب، مستقاة من خبراء دوليين ذوي مصداقية وخبرة عالية في مجال الأسلحة وأنواعها وآثارها، رافقوا الحرب الأميركية على العراق وعاينوا أنواع الاسلحة التي استخدمت.

ولفت قنديل الى أن “الخبراء يؤكدون أنه بعد معاينة التربة والحفرة المحدودة القطر التي أحدثها تفجير الكرادة، كما والأثار على الأجساد وعدد الضحايا قياسا على حجم الدمار المحدود، فإن هذا يعّد دليلا واضحا على استخدام اليورانيوم المنضب من قبل التنظيم”.

وتساءل عن كيفية وصول هذه المادة الخطيرة الى يد التنظيم، مشيرا الى وجود احتمالين: “فاما ان يكون “داعش” قد حصل عليه من مخازن الأسلحة الأميركية في العراق، أو تلك الموجودة في تركيا”، موضحا ان هذه المادة يمكن نقلها بسهولة، كون كمية صغيرة منها قادرة على إحداث أذى بشري كبير ولكن بأضرار مادية محدودة”.

وكشف قنديل في حديثه الى “ملحق”، انه وبحسب تأكيدات الخبراء، فإن دولتان فقط تمتلكان هذا النوع من السلاح، هما اميركا واسرائيل، مرجحا فرضية أن تكون اسرائيل هي من زوّدت التنظيم به. وقال أن اليورانيوم استخدم مرة واحدة في العراق ايام الحرب الاميركية، وذلك بحادثة العامرية التي أودت بحياة حوالي الألف شخص.

قنديل، اعتبر أن هذا الامر يعد تطورا خطيرا يستدعي تدخل دولي من قبل الامم المتحدة بعد التثبّت من الوقائع حتى الوصول الى المصدر، الامر الذي لن يكون سهلا بطبيعة الحال، مشيرا الى وجود ضغوط خارجية على الخبراء العراقيين لعدم الكشف عن نوع المواد المستخدمة بالتفجير، والاكتفاء بتوصيفها على انها مواد غير معلومة.

وفي الختام، رأى قنديل أن هذه رسالة من التنظيم، الى اميركا بالدرجة الأولى، مفادها التهديد بما تمتلكه، على قاعدة “طابخ السم آكله”، فيما اذا تُرك التنظيم دون غطاء وحماية في أماكن تواجده.

2016-07-09 19:10:30
عدد القراءت (21499)