سورية حوارات تلفزيونية قنديل لقناة سما الفضائية تشرين الأول ساخن ، ودي ميستورا الى الفشل واردوغان ينتظر الهزيمة ، واليمن يكسر السعودية ، ولبنان يتعافي من حمى الحراك وخطر الربيع ، و تشرين الثاني تبدأ السياسة.

تتزايد تداعيات  الحرب على سورية بكل الاتجاهات سياسيا وعسكريا وانسانيا و ومدى ارتباطها بما يجري في الاقليم ، وتطورات الزبداني  والمناطق الساخنة وتأثيرها على بعض المناطق ، وما هو التحول الكبير لهذه المعركة ، وماهي حقيقة الوضع وكيف يربط بلبنان ، وهل دخل الروس السماء السورية ، وماهي اولوية تركيا الان بعد ان اثبت الواقع عدم تثبيت المنطقة العازلة ، هل من حلول سياسية ام ان المراوحة في المكان هي العنوان العريض ، ما هو المشهد الجديد الذي يحاول المحور الاخر فرضه عربيا بقيادة السعودية وما تأثيره على اليمن ، وهل بدأ الاتفاق النووي يقطف ثمار جهده ام ان التركيبة اصبحت اكثر تعقيدا .

تحدث الاستاذ ناصر قنديل رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية ورئيس تحرير شبكة توب نيوز في موضوع الزبداني أن الرهان لدى القيادة السورية ومحور المقاومة على إنضاج الاخرين لغة التفاهمات هو بوقائع الميدان ، بأن يصدموا رأسهم بالجدار ، وأن يثبتوا لهم استحالة اقتطاع جزء من الجغرافية السورية واستخدامها مقعدا على طاولة التفاوض ، واعتبر قنديل ان تتمة حرب القلمون او تتويج حرب القلمون هو في حسم الزبداني ، والان الزبداني حسمت والمعركة تدور بين الزبداني ومضايا ، اي المجموعات المسلحة التي كانت في وسط الزبداني تقاتل فرت باتجاه مضايا بصورة مفاجأة مع الهجوم المندفع للجيش العربي السوري ووحدات المقاومة ، خبرة الجيش السوري والمقاومة تجعل من الفريقين في ساحات القتال حالة من الاحتراف العالي في طريقة هذا النوع من المعارك ، من بداية حرب القلمون كانت الاتصالات مستمرة ، فظهرت حالات انشقاق في صفوف احرار الشام وجبهة النصرة ، علاقة الزبداني وما يجري في لبنان فهي كانت ام المعارك بالنسبة للقطريين والاتراك الذين كانوا يرعون ثنائي النصرة واحرار الشام بالتنسيق مع مسوقين يتوليان مهمة التسويق داخل الولايات المتحدة الامريكية ، "ديفيد بتريوس "يتعهد النصرة "وروبرت فورد" يتعهد احرار الشام فكانت المعركة الفاصلة حتى داخل امريكا حول هذين الرهانين على النصرة واحرار الشام هي معركة الزبداني

متابعا قنديل ان في الجدار اللبناني معركة الزبداني تعني استحقاق معركة عرسال ، والباقي سوف يتهاوى تباعا  كسرغايا وبعض القرى الصغيرة ، ولكن المعركة القادمة ستكون عرسال وبالتالي ان على المجموعات المسلحة في عرسال والتي تبلغ 1500مقاتل من جماعة النصرة ومتفرعات اخرى يجب عليها ان تقرر هل تريد ان تشرب الكأس المر  الذي شربته شقيقاتها في الزبداني ام تفاوض من الان على مخرج امن متوفر ومتاح ومعروف . مضيفا ان البعد المتجه نحو سورية هو عسكري في نهاية المطاف ، وان المعركتين القادمتين  الاكبر هما دوما وداريا ، والرهان على الزبداني بصفتها هي نقطة الوصل مع خط الامداد ، وبصفتها  قاعدة الارتكاز ، تحولت الى منطقة خلفية لأحياء في ارياف دمشق وقلب المدينة خلال الفترة الماضية عندما كانت شبه مستقرة امنية لشهور مضت فهي كانت صلة الربط مع العمق اللبناني من ثلاثة خطوط وليس من خط واحد احد الخط هو عرسال ولكن الخط الثاني كان من جهة رياق ميعربوع والخط الثالث من جهة وادي نحلة ، وبالتالي قطع هذه الخطوط جميعها فالرهان كان القنيطرة وخان الشيح الزبداني ولكن الان في العكس الزبداني خان الشيح قنيطرة ، والرهان الثاني كان داريا مضايا الزبداني ، مضيفا ان بعد سقوط  الزبداني لم يعد هنالك حديث عن خط امداد فهم كانوا يفاوضون  ان المسلحين الى اين يمكن ان ينسحبوا  ، والان الكل عليه ان  يتصرف على ان خطوط الامداد قد قطعت .

وأشار قنديل ان منطقة الفوعة تتعرض الى هجوم قاسي ، وهنالك استخدام غازات سامة وهذه المرة الاولى تستخدم ، بالإضافة الى المدرعات التي تستخدم في الفوعة ، لكن معنوياتهم وصمودهم عالية  جدا واستعدادهم حتى الاستشهاد بدرجة لا تقبل النقاش ورسالتهم لسيد المقاومة والسيد الرئيس بشار الاسد أنهم لن يعطوهم اعطاء الذليل وجاهزون لبذل الدماء ، وان الجيش العربي السوري لن يتخلى عنا والطيران يساند المقاتلين في الخطوط الامامية .

وأوضح قنديل ان الاتراك لن يقدموا على ارتكاب مجزرة في منطقة الفوعة وكفريا ، فهم الان  لديهم مجموعة مناطق رهينة وهي عرسال ومضايا ودوما ، فهم سيحاولون الضغط والاستغاثة ، وواضح الان ان الاتراك والقطريين على ضفة والسعوديين على ضفة اخرى ليس بين ايديهم اوراق تفاوضية لتامين حلول حيث لديهم قادة مهمين في بعض المواقع مثل عرسال ، فهنالك ضغط من قبلهم ولكن دون ان يذهبوا الى خط النهاية .

بالنسبة للحل السياسي قال قنديل ان هنالك إضاءتين استراتيجيتين غاية في الاهمية  من حديث السيد الرئيس بشار الاسد على قناة المنار ، الاضاءة الاولى هي اننا لم ندخل بعد ربع الساعة الاخير بل ربما عشية ربع الساعة الاخير من خلال جو التصعيد الذي نراه الان ، فدخول ربع الساعة الاخير يعني انطلاق الحراك  والمسار السياسي وشرطه كما حدده الرئيس هو ان تصبح لدينا حقائق وثوابت بأن الرعاية او الغطاء الاقليمي للإرهاب قد رفع فتوقف التمويل والتسليح والتدفق وهذا تحول في المسارات الاقليمية ، فالحديث هنا للميدان ، وبالحديث عن عدم تطور بالمسار السياسي , الاضاءة الثانية التي قدمها الرئيس وتفسير هذا هو الضياع الامريكي عندما وصفه بحالة ارتباك هو لا يريد للإرهاب ان ينتصر لان امن اوروبا والغرب يصبح في دائرة الاستهداف ، ولا يريد لمن يعتبرهم خصومهم الجذريين اي سورية بقيادة الرئيس الاسد ان ينتصروا لان هذا يخل بموازين القوى بوجه حلفائه لذلك هو مربك وهذا الارتباك ينعش احلام وطموحات حلفائه الذين يستثمرون هذا الضياع الامريكي من اجل تقديم سيناريوهات يراهنون ان تحسن من مواقعهم والتي تحبط في الميدان ، متابعا اننا  الان امام شهرين في الميدان ..، وأشار قنديل ان الذين تقاتلهم سورية في الميدان هم نفسهم الذين تقاتلهم في لبنان وفي اليمن والعراق اي متفرعات القاعدة وبتسميات مختلفة . لافتا انه ارتضاء سورية مع واجهة سورية هو تنازل كبير تقدمه سورية لأنها تعرف انها لا تحاور هؤلاء بما يمثلون بل لانهم الاسم السري  لمشغليهم الاقليمين الذين يريدون لحفظ ماء وجههم وهم يتراجعون وهم يقولون نحن سحبنا المقاطعات وسلمنا السفارات وعدنا الى العلاقة السابقة مع  سورية  ، لكي يكون قادر  الفرنسي  والامريكي والسعودي والتركي ذلك سوف يقولون ان في سورية جرت  الانتخابات ، وتشكلت حكومة وحدة وطنية ويرتضي جميع الاطراف بنتائج الانتخابات وان هذه الحكومة تمثل كل السوريين  ، فهذه الدول تقول نرتضي بما يرتضي السوريون  ، هم يعلموا سلفا ان هذا مسرح والنتيجة معروفة منذ البداية ، لكن الحوار الذي يشارك في واجهته سوريون تقدم عليه الحكومة كجواز مرور لتسهيل النزول عن الشجرة امام القوى الدولية والاقليمية والتي تشكل اساس الحرب على سورية ، والتي عندما توقف دعمها للإرهاب ستصبح المعركة اقل كلفة وهذا يستحق من الدولة السورية كما قال الرئيس ان نفعل كل شيء من اجل ان نخفف الدماء والخراب وعمر الحرب.    

وأضاف  قنديل ان مهمة دي مستورا الان تسويق نظام على اساس طائفي  ويقول انه لا امكانية الا بتأسيس  سورية على النموذج العراقي واللبناني ، وسورية لا يمكن ان ترضاه ، مضيفا ان دي مستورا يمارس حربا نفسية واعلامية .

تحدث قنديل ان الطيارين السوريين هم موضع شهرة عالية بكل جيوش العالم ، متابعا ان هنالك تقرير يقول ان مصر ارسلت صواريخ ارض ارض قصيرة المدى لحسم  الزبداني ، هنالك ضخ متتالي وسريع للتهوين من قيمة ما ينجزه الجيش العربي السوري في الميدان انطلاقا من القين ان ثمة انجازات كبرى سوف تتالى وهذا جزء من حرب نفسية للرأي العام  الاسرائيلي المرعوب والمذعور من الدراسات التي يجري تداولها حول سورية ما بعد الحرب وجيش سورية الخارج من هذه الحرب .

والدعم  الايراني ماليا لسورية بقرار من السيد الخامنئي وهذا عامل من عوامل تعزيز الصمود والقدرة العسكرية .

متابعا انه عندما نتحدث عن مسار سياسي ينتج حلا فهذا الحل هو حل دول وليس حل الشعب السوري بين معارض وموالي وواجهته الشعب السوري الذي لن يكون موجودا بتشكيل غير حكومته بجنيف وفي الطرف الاخر اسمهم سوريين ائتلاف وغيره لكن هم يمثلون الدول التي لا تستطيع ان تفاوض الدولة السورية ، ملفتا ان التركي مشكلته في سورية حاول ان يأخذ منطقة عازلة , فلا منطقة عازلة ولا منطقة حظر جوي وهذا امر محسوم ، ولكن البديل الذي اخترعه التركي قام بحركة استراتيجية هي التي ادت الى تموضع جديد في حالة مصر فتبين ان التركي والاسرائيلي نسج مشروعا مغريا للأمريكي .

واشار قنديل ان الاحتلال الامريكي للعراق هو الذي اتى بالقاعدة والتي تغيرت اسمائها ، "بتريوس" هو الذي رعى تشكيل  "النصرة " للخلاص من الشكل الرسمي لتنظيم القاعدة الذي كان بقيادة ابو مصعب الزرقاوي ، وجاء الى تركيا ليتفاهم مع النصرة لخوض الحرب في سورية ، متابعا ان داعش زمنها الافتراضي انتهى ، وان الاتراك سيضطرون لإقفال ابواب التسليح والتمويل ، وداعش تعرف انها تحت حصار قادم لذلك اعلنت الحرب على تركيا ، وتركيا لم يعد امامها مبادرات ، ومشروعها مع حماس لن ينجح لأنه سيؤدي لخلط اوراق المنطقة وتصفية القضية الفلسطينية ، فهو جاء بمفعول عكسي حرر مصر من الضغوط والقيود بعد ما وجدت صدا امريكيا سعوديا في الضغط على تركيا لوقف هذا العبث بأمن مصر وانشاء دولة للإخوان على حدودها

تحدث رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية ان هنالك محاولة لإدخال لبنان في الربيع العربي لكن هذه المحاولة بدأت ملامح فشلها تظهر بالمفارقة  في الحشد الذي نجح في ما يسمى بحراك الساحات باستقطابه يوم  29 اب يوم السبت وبين يوم التجمع الذي نزل اول امس امام وزارة البيئة،   لافتا ان الناس مجمعة على ان هنالك نظام فاسد وان هنالك حاجة لتغيير وان هذا المستوى في الوقاحة في التعامل مع قضية مثل قضية النفايات .

واوضح قنديل ان المعادلة محسومة ومن يقدر على الحرب لا يريدها وهو حزب الله ومن لا يقدر عليها كثيرون يريدونها لكن لا يقدرون ، فهذه هي الحرب الذكية والناعمة لدى الامريكان فهم دعموا  قضيتين القضية الاولى فك الشباب عبر منظمات مجتمع مدني من حول حزب الله والدفاع عن سلاحه والثاني استهداف مهابة السيد حسن ولكن الشارع اللبناني ليس جاهزا لتقبل ذلك ، والعامل الثاني هذا الشراء المفتعل للمشاكل . متابعا ان الحراك قد انشق ، شق يقوده الشيوعيين مع "تلفزيون الجديد" وهو مضطر ان يراعي في حساباته فكرة المقاومة ومهابة قائدها ، والشق الثاني يقوده جماعة 14اذار  مع جماعة " تلفزيون Lbc " الذاهب الى خيار اخر وهذا سيفقد هذا الحراك فرصة ان يمثل حشود ، فالرهان  ان يسمح بإنتاج رئيس على الدماء بخلفية انهم يريدون العسكر ، اي هي معادلة حملة انتخابية لتسويق لرئاسة الجمهورية ، ولكن هذا الكلام احترق . وان حزب الله نجى من الحلقة الاصعب لكن الان هو وحلفائه مدعوون للضغط داخل  الحكومة من اجل حلول جدية للمشاكل الضاغطة على الناس .

وختم رئيس شبكة توب نيوز الاستاذ ناصر قنديل   ان امن دمشق سيكون افضل بكثير ، وان وضع اردوغان سيكون اصعب بكثير،  وان لبنان سيكون الحراك فيه قد بات تحت السيطرة بصورة مختلفة وان الحوار سيكون عنصر تهدئة وتفعيل لأداء المؤسسات.

تحرير : بشرى الفروي

2015-09-03 12:14:28
عدد القراءت (18775)