
تم توجيه السؤال حول “كيف ترون ما يقال عن عودة سورية إلى الجامعة العربية، وإمكانية تحقيقه، وموقف سورية من الطرح، ومواقف الدول العربية النافذة في الجامعة”، إلى:
– *عضو مجلس الشعب السوري أميرة ستيفانو.
– *عضو الهيئة التأسيسية لحزب سورية أولاً سلمان شبيب.
-*عالم الاجتماع السياسي الدكتور محمد سيد أحمد من مصر.
–* المحلل السياسي الإعلامي السوري سعدالله الخليل،
- * الكاتبة والإعلامية السورية فاديا مطر
محور_السبت_22 من موقع حرمون: عودة سورية للجامعة العربيّة.. من يعود للآخر سورية للجامعة العربيّة أم الجامعة العربيّة لسورية؟!
مشاركتي
فاديا مطر
: تفريغ الجامعة العربية من هويتها ودورها حوّلها مركز عمليّات لتدمير الدول المناوئة لمشروع واشنطن – تل أبيب في المنطقة وعاجزة عن إدراك أخطائها وتصحيحها..
لم يختلف احتفال ٢٢ آذار عن غيره في ما يُسمّى تأسيس الجامعة العربية في الذكرى المتوالية التي أسقطت عمل هذه الجامعة كما أسقطت فاعليتها وعروبتها وجدواها في جمع التعافي العربي وتحقيق مصالحه المشتركة، مما نحّى بهذه الجامعة إلى مرتبة متدنية من التهالك العربي بعد مواقف التطبيع مع عدوّها والذي خُفي لعقود تحت ستائر وليس آخره التملّك السعودي لها في عمق قراراتها التي قادت منذ ٢٠٠٣ في الحرب على العراق وبعدها الحرب على المقاومة اللبنانية وبعدها الحرب على غزة وتلتها الحرب “الجامعية” الكونية على سوريا ومحور المقاومة.
فاديا مطر
فما سطّرته تباينات الجامعة والتجاذبات التي غيّرت وجه المنطقة لا ترقى لمستوى بقائها أصلاً في مكان صنع القرار أو صياغته أو حتى التأثير فيه مما أحبط عمل هذه الجامعة وحوّلها إلى مركز عمليّات منغمس بكل السبل السياسية والعسكرية في تدمير الدول المناوئة لمشروع واشنطن – تل ـبيب في المنطقة..
– وعن إدراك العرب فداحة الأخطاء التي وقعت بها الجامعة خلال العقود الماضية، ليس هناك حتى اليوم أي إدراك لمكامن الخطأ أو محاولة تصحيحه بل مازالت تلك الجامعة منغمسة في قلب التطبيع ومؤامرة ما سُمّي الربيع العربي وصفقة القرن والحروب المستمرة ومحاصرة الشعوب ودعم الإرهاب الدولي الإسلاموي وهو ما يجعل إدراك الجامعة للأخطاء المرتكبة أعجز من أن تستطيع تلك الجامعة التراجع فيه أو تصحيح ثقوبه. وهذا بدوره يجعل هذه الجامعة أداة ضيقة بيد مشروع تدميري لا تملك فيه الجامعة قدرة الإدراك حتى..
– وفيما يخص القرارات الواجب اتخاذها للمّ الشمل العربي أعتقد أن الجامعة تخطت تلك المرحلة منذ الحرب على العراق وتمييع وفرط عقد القضية المركزية التي جمعت أركان تلك الجامعة، فلم تعُد قادرة على اتخاذ قرارات فعّالة بسبب الارتباط الغربي وفقدان المصداقية الشعبية على قدرة التغيير والأجندة المتآمرة لعملها في ما تنحو الجامعة نحوه في جعل قراراتها فعالة حتى في أضيق الأماكن، بدءاً من العلاقة في ما بينها كدول عربية أو لجهة فعاليتها في القرار الإقليمي والدولي الذي أفقد الجامعة قدرة اتخاذ أي موقف إصلاحي لا يرتبط بالأجندة الدولية الغربيّة والإسرائيلية..
– بينما خرجت سوريا الدولة العضوة والمؤسسة لميثاق الجامعة، كانت الحرب عليها محور التخلي العربي عن دولة مركزية فاعلة بحجم سوريا، وهو أمر لم يعد بالإمكان التراجع عنه بسبب دخول الجامعة كرأس حربة في تلك الحرب الإرهابية على سوريا ليُصار إلى تمنّع سوريا عن العودة إلى كرسي الجامعة بنمطها المعادي والذي لا يصبّ في مصلحة سوريا أو مصلحة قضيتها المركزية التي فيها بتأسيس الجامعة. فالدور السوري أصبح ممانعاً لمصالح الجامعة وقد أصبح مخالفاً لماهيتها التي تلعب فيها دور العدو في الحرب والحصار على سوريا والعمل على إسقاطها كدولة وكركيزة عالية المرتبة، فلا مصلحة سوريّة أو حتى عربيّة لعودة سوريا لمقعد الجامعة التي تتبنى قرارات الحرب وتشارك فيها ضد دولها المؤسسة لها..
*كاتبة وإعلامية من سورية.