
ناصر قنديل - الفضائية السورية سياسة المحاور 31.07.2019 ...النظام التركي في حال هبوط ويعوض الضعف بالعنتريات ...تناقض حلف اعداء سورية يتكفل بنسف الخيارات وتعطيل المناورات وعجزهم عن خوض الحروب منفردين ومجتمعين يدفعهم ليبيع احدهم رأس الآخر لأن أوليواتهم التفاوضية باتت متعاكسة
_ في بداية السؤال عن ما يسمى منطقة أمنة وما المقصود منها .. قال الاستاذ ناصر قنديل رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية و النائب السابق في البرلمان اللبناني و رئيس شبكة توب نيوز الأخبارية في حديثه أن: المنطقة الآمنة لدى الرئيس التركي و القيادة التركية هي وضع مقنّع عبر رأس جسر للتدخل في الشؤون السورية وللحفاظ على إقتطاع جزء من الجغرافيا السورية تحت هذا العنوان المموه لإيجاد فرصة لإعادة النازحين ولإيجاد طريقة لضمان أمن تركيا تحت ما يجري في بعض المناطق السورية ، في إشارة الى ميلشيات قسد و حزب العمال الكرد ستاني ، مؤكداً أننا لسنا أمام شكل جديد في التدخل التركي في الوضع السوري، فليس من البداية كان التدخل التركي تحت عنوان المنطقة الآمنة ، بل نحن أمام خسارة تركية للتدخل في إسقاط الدولة السورية ، و بدء ظهور الدولة السورية كحقيقة ثابتة في معادلة الجغرافيا السياسية في المنطقة و هنا بدأت إعادة الإنتشار السياسي و الإستراتيجي لتركيا بالإنتقال من " مصلي في المسجد الأموي " في دمشق الى " مصلي في المسجد الأموي " في حلب الى المنطقة الأمنة ، فهي خطوة في فشل المشروع الأصلي وعجزه عن فعله في القضية السورية ، مضيفاً أنه في الموضوع الداخلي التركي تمت المغامرة في عناصر الأمن في الداخل التركي عبر جلب عناصر إرهابية تم دمجها في الداخل التركي حتى أصبحت جزء منه لا يمكن فصلها عنه ، وتجهيز حضور ميليشا رديفة للدولة التركية إسمها " ميليشا الأخوان المسلمين " ، والتي يحكم فيها أردوغان بطريقة مشرعنة من مجموع أنحاء العالم مثل مصر وتونس وسوريا وغيرها من الدول .._ وبذلك تم تعريض الإقتصاد التركي لضغوط ليس بعنوان النازحين بل بإستثمار المداخلة في سوريا لوهم بناء إمبراطورية أردوغان المالية وهو ما إستلزم وضع اليد على المصارف و الاموال و تم تجفيف الطبقة الحيوية للطبقة الرأسمالية التركية بالإستثمار الأردوغاني تحت عنوان خطر الأمن القومي و تداعياته تحت حالة الحرب ليتم كم الأفواه و تقييد الحريات ..
_ منوهاً أنه لم يكن هناك مشروع للنخب التركية و الجيش التركي و الطبقة الإقتصادية التي منحت أردوغان في بداية الحرب على سوريا مشروعاً بدا أنه جاذباً ، ويملك داعمين دوليين و إخوانيين وغيرهم ...
_ لكن عندما نسمع كلام منسق المشروع " داوود أوغلو " ، بتغييب مشهد العدالة و غيره من كلام رد الفعل عن عدم وجود قضية يستطيع أردوغان تقديمها للاتراك ، نرى بذلك انه إحتماء لأردوغان وراء مسار تراجعي من عنوان له بعد دولي و إقليمي و تركي الى عناوين مناورة لا تحمل رؤوية إستراتيجية ، وهذا لايعني التخفيف من خطورة الطرح التركي ولكن التعامل معه لايعني بصفته حالة هجومية تركية مبنية على ترسمل داخلي و إقليمي ...
_ مضيفا" في حديثه انه كلما تقدمت الدولة السورية في المشروع العسكري فإن أردوغان يجلس على طاولة الحوار لعلمه أن معركة حلب هي البداية و أن معركة إدلب هي النهاية لمشروعه ، فمعركة حلب هي معركة الدور التركي في سوريا و معركةادلب هي معركة نهاية هذا الدور ..
_ مشيراً الى أنه في العلاقة مع روسيا هناك وضع أمام مشكلة تركية بعد إنعطافة العام 2015 و الإتجاه المؤدي الى تصادم مباشر مع الاتراك ، و إسقاط الطائرة الروسية و إستدعاء الناتو ، ثم عاد للإعتذار و كسر المشروع و الدخول في أستانة ، لكن التطلع الى عدم الوقوع في ضفة الخاسرين ظلت النظرة المستدامة لأردوغان ، منوهاً الى أن العلاقة مع أردوغان روسياً كشريك وخصم فأن روسيا تدرك حجم الدور بدليل انه هناك مدة 9 أشهر قبل الدخول الروسي في معركة حلب و ما سببه من تململ في الشارع المقاوم ، لكن كلام السيد نصرالله الشريك في المقاومة بالدلائل و القرائن من أن هناك 1500 دبابة تركية تم تقديمها للمجموعات في حلب ، وهو ما استوجب التوخي و فرض الجهاد و الإستشهاد في حلب من قبل السيد نصرالله كالجهاد و الإستشهاد في مقابل العدو الإسرائيلي ، وهو خط للدفاع عن المناطق المحررة من حلب ؛ وهو ما يعني الحفاظ على مناطق حررتها سوريا في عملية عاصفة السخوي ، وهو ما إستدعى من أردوغان الرمي بثقله لإختبار قدرة هذه المجموعات على التقدم و للمشاغلة السياسية لروسيا و إيران وتقديم أوراق الأعتماد لدى واشنطن لمنع تقدم الدولة السورية في الجغرافيا كأمر واقع يبني عليه موقعه السياسي و العسكري ، و إما الفشل فيه و العودة للتفاوض لمنع زج الجيش التركي في تصادم مباشر ..
_ قنديل أضاف أن المجموعات التي تشن الأن الهجوم من ادلب بمختلف صيغها و التي سلحتها تركيا لنقلة عسكرية في الجغرافيا بدأتها من قصف صاروخي لمناطق مصياف و ريف حماه و اللاذقية إستطاع الجيش السوري إمتصاص صدمتها و إعادة الهجوم المعاكس فيها و بدء التقدم ، وهو ما يذكرنا بمعركة الكليات الحربية في حلب ، و هو ما أعاد منطق المنطقة الأمنة و الدعم الأمريكي فيها لتثبيت تركيا..
_ وهو ما يطرح سؤوال للاتراك و الأمريكيين و الأكراد والذين هم اللاعبين في الحرب على سوريا بأنه رغم كل الهدن و المهل الروسية و التي شكك البعض في وقوفها الى جانب الدولة السورية ، هل ستكون روسيا مع الدولة السورية ؟
_ قنديل أضاف أن في كل معركة كانت الدولة الروسية مع الدولة السورية في موقف واضح و صريح و علني قوي و إستراتيجي ، منوهاً الى أن الموقف الروسي الأخير في مجلس الأمن تجاه البعد الإنساني للمنطقة الأمنة هو لتزكية الإشتباك التركي الأمريكي ، فالمنطقة الأمنة في الطرح التركي هي على حساب المناطق المسيطر عليها كردياً ، وهو موضوع يفاضل فيه الأمريكيون على الأكراد مقابل الأتراك ، و رد ماء الوجه الى الاتراك في بعض التطمينات...
_ مؤكداً أن غاية تركيا فك الكانتونات الكردية في منطقة شرق الفرات و التي تحوي أحزاب كردية منظمة و مسلحة ويعمل بعضها في منطقة شرق تركيا ، وهو ماجعل الكلام التركي يؤكد نقل العمل العسكري الى الداخل التركي لعلمه بخطورتها عليه ...
_ رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية قال في حديثه أن إمكانية فرض منطقة أمنة بقيادة أممية و دولية إقليمية لا تستطيع القيام بمقوماتها من وراء ظهر الدولة السورية و لا بغيابها ، و ذلك ما يتطلب تركياً عدم الوقوف عند رغباته لأن أنقرة تريد إبادة هذا المكون الكردي ، و تقديم النصر عليه شعبياً كثمن مقابل للخسارة التركية في سوريا ، و هذا النصر المفترض لايمكن أن يتم إلا بالتفاهم مع الأمريكيين و الدولة السورية ، و هنا لايمكن لتركيا إلا الأعتراف بدور الدولة السورية و سيادتها الأمنية على حدودها عبر إتفاق أضنة كما فعلت روسبا في مقاربتها لتل ابيب في قضية فك الإشتباك في المنطقة الجنوبية ، وهو المشروع الإستراتيجي للرئيس بوتين في دعم الدولة السورية في سيادتها الكاملةعلى كامل أراضيها..
_ قنديل مشيراً الى أن جوهر الخلاف الأمريكي التركي هو على مصير ميليشات قسد وليس على العمق الجغرافي للمنطقة الأمنة ، و وجود قسد في وضعها الأمني التواجدي هو خلاف أمريكي مع تركيا لن يصل الى تفاهم مستقبلي ، وهو تفاهم تبنيه واشنطن إن حصل على تفاهم روسي أمريكي وليس تركي ، وهو يعني في باطنه إنسحاباً أمريكياً من شرق الفرات ، و هو مشروع أمريكي مرتبط بكليته مع أمن " إسرائيل " طالما لم تقبل الدولة السورية بقضية الأمن عبر الحدود ، وهو ما إستدعى ورقة ضم الجولان للكيان الصهيوني ، رغم فقدان هذه الورقة قيمتها الفعلية ، و هي غاية أمريكية لمراكمة أوراق تفاوضية مستقبلية للتراجع فيها أمام مكتسبات قادمة ...
_ قنديل أكد أنه في لقاء القدس لمستشاري الأمن القومي و طرح قضية الخروج الإيراني من سوريا مقابل الخروج الأمريكي ، طرحت روسيا حلاً أن يكون هذا الإنسحاب هو مقابل الإنسحاب الإسرائيلي من الجولان .. وهو مقتضى أمني يعتبر التواجد الإيراني في سوريا تواجد داعم و لازم في مقابل الضم الإسرائيلي و إغتصاب الجولان ..
_ رئيس شبكة توب نيوز الأخبارية أضاف في مقابلته على شاشة الفضائية السورية أن الإستهداف التركي لقسد في خضم الدعم الأمريكي لهذه الجغرافيا لمقايضتها بموضوع أمن الكيان الصهيوني لن يكون إلا على شاكلة عملية طفيفة تتم من جهة العراق فقط و ليس من الأجواء السورية و بعض عمليات الكومندوس المحدودة ، وهو خيار لا يغير من الواقع العسكري لقسد شيئاً بغياب تدخل عسكري بري من محاور متعددة ، و هي عملية شكلية ذات محدودية عسكرية يمكن تسويقها للداخل التركي على أنها نصر ...
_ مشيراً الى أن التطور النوعي التركي لا يكمن في منطقة شرق الفرات و لكنه يكمن في معركة ادلب التي يحاول أردوغان فيها مقايضة شرق الفرات ، وهنا يسكن الذكاء الروسي في إفراغ المنطقة الأمنة من بعدها العسكري التركي و إصباغها بالبعد الإنساني الدولي ..
_ منوهاً أن المنطقة الأمنة بالبعد التركي لن تكون على حساب مقايضة واشنطن بقسد أو الدخول القوي في معركة ادلب ، وبذلك يكون المشروع التركي في مجمله و المشروع التركي و الكردي في عناوين متضاربة لا تجتمع في غياب الدولة السورية و حلفائها ، وهو لن يتم بغاياته التي تريد أطراف التدخل في مشروع المنطقة المزعومة..
_ قنديل أكد أن أردوغان في موضوع معركة ادلب قد أصبح في موقع المتراجع بعد تصريحات تركية عززتها عجز المجموعات النصراوية عن تحقيق تقدم عسكري تستدعي فتح طريق حماه حلب طوعياً و تسليمه للجيش السوري ، و هو موضوع تفاوض مع الروسي الذي يدرك الخريطة السياسية و العسكرية للمنطقة جيداً ، و التشاور الروسي السوري قائم على مدار الساعة ، و هنا يكون اللاعب التركي في مقابل لاعب روسي و سوري مقتدر على فرض المعطيات...
_ الاستاذ ناصر قنديل أشار الى محدودية أي عمل تركي في الداخل السوري بعد خسارة إسطنبول و ما شكله من عبئ قوي على عاتق أردوغان ، فهي شكلت في إنتخاباتها الثانية صورة مصغرة عن الأنتخابات الرئاسية القادمة ، فالمعارضة تكرر المسار الذي قام به أردوغان عام 1994 ...
_ منوهاً أن المعارضة التركية هي مقبولة أوروبياً و إقليمياً أكثر من حزب العدالة و التنمية في موضوع الإنفتاح على سوريا ، فقد أصبح أردوغان المتهالك داخلياً بحاجة الروس و الإيرانيين لتعويض الفاقد الأقتصادي و السياحي و النهوض من حفرة الخسارات بعد خسارة المشروع و إهتزاز الداخل التركي و تضييق الخناق المحيطي على تركيا ، وهنا يبدأ البحث عن مداخل توحي بأن أردوغان مازال ممسك بأوراق السلطة منها عملية عسكرية تعزز مقولته ..
_ قنديل أضاف في حديثه أن قسد لن تبدل تحولاً في مسارها قبل البدء الجدي للأنسحاب الأمريكي من سوريا ، فالتجربة الكردية العراقية في كردستان كانت برأي روبرت فورد كانت كافية لتقرأ قسد مجريات ما تقدمه ، و هو ما يؤكد فقدان قسد للقيادة تحت الضغط الأمريكي ، فالملف المتعلق بإستيعاب التصرفات الكردية مؤجل لفترة ليست قليلة من قبل القيادة السورية ، فهم ملف مقايضة بملف أمن " إسرائيل " وهذا مشين بحق تلك المكونات الكردية ...
_ قنديل أشار في نهاية لقائه أن الانهزام الأمريكي و الإسرائيلي من الجنوب السوري قال شيئاً واحد وهو أنه عندما تحزم الدولة السورية أمرها وعندما يكون توقيت الحلفاء للمشاركة معها مناسباً فإن الآخرين لن يقاتلو ، و أن القدرة الأمريكية لفرض أي تقسيم في سوريا يستدعي معركة كبيرة ، و هو ما يجعل الحلفاء في موقع المدافع المباشر كما حدث في قضية إسقاط الطائرة الأمريكية من قبل إيران التي أعتمد الرد فيها أمريكياً ، و لكن الأثمان ستكون باهظة على تل ابيب ، فالخلاصة أن المعركة الفاصلة ستكون في إدلب ، و المعركة الإستراتيجية كانت في الجنوب...
_ مشيراً الى أن التواجد الأمريكي في سوريا و العراق هو لقمة سائغة في أي إشتباك قادم مع محور المقاومة ، فالحرب المعتمدة من واشنطن جدياً ستكون عند الإنسحاب العسكري من سوريا بدون ثمن سياسي ، وسحب قواته من العراق و الخليج ، حينها يكون خيار المواجهة حتمي و لكنه بعيد الزمن حالياً ، و سوريا لم ينضج فك الحلحلة فيها قبل معركة ادلب ، و التي بدونها لايوجد حل سياسي في سوريا ، فهي تحتاج عملية عسكرية دقيقة فيها عمليات قضم و هضم و تسييد عسكري سوري على كامل المنطقة ...
_ مختتماً بأن هناك إحتمال لعملية عسكرية على مستوى القشرة إستدعت تعزيزات عسكرية تركية للحدود السورية ، وقبل أستانة ستكون هناك عمليات نوعية لأنضاج الحديث عن ترتيبات أمنية في منطقة ادلب وفي الشق الغربي تحديداً .
تحرير:فاديا مطر